🏴 ياشيخ عباس أبشر بالسرور

🏴 ياشيخ عباس أبشر بالسرور
▪️ عن سدير الصيرفي قال: قال أبو عبد
الله عليه السلام في حديث طويل:
(إذا بعث الله المؤمن خرج معه مثال
يقدمه أمامه، كلما رأى المؤمن هولا من أهوال يوم القيامة قال له المثال: لا تفزع
ولا تحزن وأبشر بالسرور والكرامة من الله عز وجل، حتى يقف بين يدي الله فيحاسبه
حسابا يسيرا، ويأمر به إلى الجنة والمثال امامه، فيقول له المؤمن: يرحمك الله نعم
الخارج خرجت معي من قبري ما زلت تبشرني بالسرور والكرامة من الله حتى رأيت ذلك،
فمن أنت؟
فيقول: انا السرور الذي كنت أدخلته على
أخيك المؤمن في الدنيا، خلقني الله منه لأبشرك)
العاملي، الوسائل: ١٦/ ٣٥٢.
▪️ مما إمتاز به شيخنا العلاّمة
المحروس رحمه الله برحمته
إتقان لفن إدخال السُّرور علَى قُلوب أهل
الإيمان، وإِسعاد النفوس وَإدخال الْبِشر إِليها، وَرَسم البسمة عَلَى الْوجوه،
وَصنع الْبهجة في النفوس، وَهذا أَمر لا يُتقنه إلا الأنقِياء مِن عِباد الله ،
وَالأصفياء مِنهم، وَلَا تَستطيعه إلا النُّفوس الكبيرة العظيمة، وَلا يَقْوَى
عليه إلا الكِبار حقًّا.
▪️ العلاّمةُ المحرُوس رَحمهُ
الله لمْ يُقصِر العبادة على الشعَائر التعَبدية، وَيحصروها في الصلاة وَالصيام
وَالخمس والزكاة وَالْحج وَغير ذلك من الشعائر الدينية ، مع عظم مكانتها
وَمَنزلتها في نَفسه ، لكنه رحمه الله لم يفوت على نفسه خيراً كثيراً وفضلاً
عظيماً ، ولم يحصر طاعة الله على ذلك ، فهناك الكثير من الأعمال الصالحة التي تمتع
بها بعد أن ادرك فضلها ومنزلتها عند الله عزوجل ونال بذلك الأجر العظيم والمثوبة
الكبرى
▪️ ومن أبرز تلك الأعمال التي تحلى بها
الشيخ رحمه الله تعالى برحمته الواسعة إدخال السرور على قلوب أهل الإيمان ولا شك
أن هذا العمل له عند الله عزوجل قيمة عالية وهو أيضا من قيم الدين العظيم وقد رتب
عليه الشارع الحكيم أعظم الجزاء واوفره كما في الروايات الشريفة ومن شاء فليسبر
روايات إدخال السرور فهي متضافرة جداً
▪️ إن أعمال الشيخ رحمه الله التي تدخل
السرور على المؤمن لا يمكن لمثلي إحصاؤها أو عدها أو إجمالها فإن من الظلم أن أقول
أني محيط بكل ماعمله الشيخ رحمه الله ، لكني سأذكر شيئاً يسيراً مما رأيته أو مما
أحطت به علماً وبشكل مباشر لقربي من الشيخ رحمه الله تعالى :
▪️ كان في أغلب أوقاته خصوصا في مجالس
الشباب بالذات
دائم البشر ، خافض الجناح ، كثير التودد للمؤمنين ، يحاول ما استطاع
التخفيف على إخوانه آثار أعباء الحياة وصعوباتها وتقلباتها ، فيسد جوع هذا، ويقضي
دين ذاك ، ويسعى على الفقراء والأيتام مستطاع ، وقد يسعى لدى الموسرين لتوجيههم
لبعض حاجات مجتمعهم ، ويواسي المريض وزوره
ويقدم له الدعاء ويذكره بالأجر والعافية والعاقبة الحسنة ، ويبشره بشفائه تفاؤلاً
إما بتربة الحسين عليه السلام أو بذكر معين مروي عن آل محمد أو بالصدقة نيابة عن
صاحب الزمان بنية شفاء من عاده وزاره ، ويدخل السرور إلى قلب مهموم أو مكروب أو
محزون
▪️ وهنا سأذكر بعض الصور الواضحة في
حياة الشيخ رحمه الله والتي يلمسها الكثير ممن يعرفه :
١- الإبتسامة في وجوه من يقابلهم من
المؤمنين:
وهذا شعار من شعائر المعصومين وسنة من سننهم
وصفة من صفاتهم ولغة سامية من لغات الحضارة البشرية فهذا خير من مشى على هذا
الكوكب وأجمل من نظرت إليه الأعين وألين من صافحته الأكف النبي الأكرم محمد صلى
الله عليه وآله كان أكثر الناس تبسماً كما روي عنهم عليهم السلام والشيخ يتحلى
بهذه الصفة المعصومية ، وقد جعل الشيخ
رحمه الله بسمته عملاً جليلاً يقتدى به وهو بهذا يؤجر لأنها صدقة له ، ولم يكن
الشيخ خالياً من الأزمات والمشاكل حتى يتبسم لكنه جسد كلام المعصومين عملاً فكان
حزنه في قلبه وبشره في وجهه
٢- الهدية : ولله در الهدية تلك
الوسيلة التي لها الأثر الكبير في استجلاب المحبة وإثبات المودة وإذهاب الضغائن
وتأليف القلوب ،
( لم يدخل على زواج شاب من الشباب
الذين أعرفهم إلا واهداه مبلغاً من المال لا يقل عن خمسة آلاف ريال ) ،
في بعض مواسم الخضار المحلية ( الرطب
أو طماطة الرامس أو البطيخ القطيفي أو الكنار...الخ ) كان يشتري ويوزع على المجالس
التي يزورها ،
في ازمة كورونا كلفني بعدة أمور منها
توزيع ( مبلغ لبعض طلاب العلم ممن نزل من قم أو النجف ) ، و مبلغاً لبعض ( طلاب
العلم الذين انقطع عنهم الراتب الشهري ) بسبب كورونا على أن اقول للطالب (هذه هدية
من مؤمن لك)
٣- السلام : وهو من صور إدخال البهجة والسرور على المؤمن
وهو تجسيد للروايات الحاثة على إفشاء السلام ، ففي دخوله الى الحسينية أو المجلس
يصافح جميع من في المجلس وإذا كان هناك شيبة يسلم وينحني يقبل جبينه ثم يتوجه الى
مكانه ليجلس وكان رحمه الله أيام صحته يمر على مجموعة من المجالس في ليلة واحدة
بعضها فقط يسلم ويذكر مسألة شرعية ويخرج خلال عشر دقائق ويقول في هذا اداء واجب
وإدخال سرور على قلوبهم
٤- السماحة واللين : في التعامل
مع من يستحق من المؤمنين ممن يتعامل معهم وينقطعون عنه أو يتناولونه بسوء ، حينما
يلتقيهم يسلم عليهم ويبادرهم بلين وسماحة وإبتسامة ثم يسألهم عن أحوالهم وهذه صورة
من صور إدخال السرور على المؤمن
٥- الإصلاح بين المتخاصمين : وأعتقد لا أحتاج الى مزيد بيان أو ذكر شواهد
على هذا فالكل يعرف سماحته كيف كان يسعى للإصلاح بقدر مايتمكن ولو ببذل المال
والوقت والجاه
ومهما قلت من كلمات لإبرز قيمة هذا
العمل الجليل فإنني لن استطيع كيف وقد رفعه المعصوم عليه السلام فوق عامة العبادة
وقد وفق للعمل بهذه السنة الطيبة
٦- السعي لسد حاجات الفقراء : في
المجتمع القطيفي عامة ، وهذا في جميع الأوقات ويزداد قرب شهر رمضان المبارك
وأثنائه
٧- المساهمة في بناء الحسينيات
والمساجد : وحث المجتمع على هذا العمل من خلال المنبر أو زياراته لهم ، في تاروت
مثلا
( ساهم في بناء حسينية الحاج عبد
الرحيم آل حماد مادياً ومعنوياً ووجاهةً ) ، قد تقول مادياً واضح فكيف معنوياً
ووجاهة، معنوياً لم يكن هناك مبلغاً بيد من تصدى للبناء غير ( ٣٠ ألف ريال فقط )
والشيخ رحمه الله قال : ( الحسين غني توكل على الله وابدأ ) وسترى الخير ، وجاهة
ماقصد المتصدي الى تاجر او مؤسسة أو أو وقدم إسم الشيخ إلا وتبرع بما يمكنه وكلف
المبنى فوق ( مليوني ريال ) على الأقل وكان هذا ببركات سماحته ،
( ترميم مسجد الإمام زين العابدين عليه
السلام بتاروت كان على يده وببركاته ) ،
( وقفاته ومواقفه مع حسينية كريم أهل
البيت عليه السلام )
لا يمكن لمثلي أن يشرحها فهو بذل المال
الكثير والوقت والوجاهة بشكل منقطع النظير ، ولم يظهر في الواجهة حتى ليلة
الإفتتاح بل قدم سماحة العلاّمة الشيخ عبد الله الخنيزي حفظه الله للإفتتاح وقال
هو والد القطيف والواجب أن نقدمه ..
٨- حث الشباب على الزواج : ومن يتعذر
لقلة ايراداته يبادره بقوله أنا مستعد للمساعدة سواءاً بالتبرع بقسم من الصداق أو
بالتبرع ببعض ماتحتاجه الشقة من اثاث ( غرفة نوم ، تكييف ، ادوات المطبخ ) وغير
ذلك بحسب ما يتطلب الموقف
🏴 فبشر بالسرور والكرامة يا سماحة الشيخ عباس رحمك الله ،وإنا لله وإنا اليه راجعون
إضافة تعليق جديد