يا ناصر المنصورة

الكاتب :
الشيخ محمد حسن الفردان
يا مَنْ يُسائلُ (أينَ العِزُّ) والمُثُلُ
عندي بيانٌ لمن عن ذاكَ قد سألُوا
العِزُّ عندَ (بني الزهراءَ) فاطمةٍ
فازَ الذي حبلُهُ بالآلِ متصلُ
مَنْ يَنصرِ البضعةَ الزهراءَ منتصِرٌ
حتماً على (رغمِ آنافِ) الأُولى جَهِلُوا
انظرْ إلى (شيخِنا المحروسِ) ذَا مَثلٌ
وحقَّ واللهِ فيهِ يُضربُ المَثلُ
كم رامَ بعضٌ لَهُ حطاً ومَنقصةً
فلمْ يهنْهُ وأوهى قَرنَهُ الوعِلُ
إنْ كانَ للباطلِ المنكوسِ جولتُهُ
حتماً، فللحقِّ في عَليائهِ دُولُ
يا (شيخُ عباسُ) بُشرى تلكَ فاطمةٌ
بها (انتصرتَ) فأنتَ الفائزُ البطلُ
هذي (القطيفُ) على أرقى منابرِها
تنعاكَ حزناً ودمعُ العينِ مُنهملُ
فإسمُكَ اليومَ يعلُو فَوقَ مِنبرِها
أنتَ (ارتقيتَ) وأهلُ السوءِ قد نَزلُوا
تِلكَ الأياديْ التي قالوا قد ارتفعتْ
جذاءَ قد أصبحتْ أَزرى بها الوحلُ
وحوزةُ (النجفِ) العُليا (وقمَّ) بها
نعيٌ عليكَ وتأبينٌ بما ثُكِلُوا
نعتْكَ (بَحرينُ) و(الأهوازُ) في ألمٍ
كذا (الكويتُ) ، فخطبٌ نابها جَللُ
هذا هُو النصرُ نصرُ الطهرِ فاطمةٍ
يا شيخُ عباسُ لا خوفٌ ولا وجلُ
يا (شيخُ عباسُ) إنْ ترحلْ فأنتَ إلى
طُوبى المآب وللجناتِ تَرتحلُ
يا شيخُ عباسُ ؛ إذ نرثيكَ في أَلمٍ
فأنتَ - واللهِ - في الفردوسِ تحتفلُ
يا شيخُ عباسُ ؛ إذْ نبكِي عليكَ أسًى
فَمِنكَ - واللهِ - طابتْ بالهنا مُقلُ
يا شيخُ عباسُ ؛ إنْ أُدْرِجْتَ في كفنٍ
فقد كستْكَ بألطافِ الولا حُللُ
يا شيخنَا ؛ إنْ سريرُ الموتِ فيكَ سَرىٰ
فأنتَ فوقَ أريكِ الخُلدِ تنتقلُ
يا شيخنَا إنْ نعى الناعي بنعشِكَ أو
قد هللوا ، فتواشيحُ اللقا غَزلُ
يا شيخُ عباسُ ؛ إنْ صَلَّوا عليكَ فقدْ
صلَّتْ عليكَ سجايا رامَها زُحلُ
يا شيخُ عباسُ ؛ إنْ وَاروكَ في جدثٍ
فذاك (روضٌ) بهيٌّ زاهرٌ خضِلُ
وَذاكَ لَحدُكَ - إي واللهِ - لَحدُ تقًى
فيهِ تُفَتَّحُ من جناتِهِ سُبُلُ
يا شيخُ عباسُ ؛ نَمْ ملءَ العيونِ هنًا
تُسقىٰ (بكفِ عليٍّ) ، ملؤها عَسلُ
والسبطُ مُنتظِرٌ تأتي، وفاطمةٌ
فأنتَ لا زلتَ بالزهراءِ تتصلُ
يقولُ : أُمَّاهُ ها قد جاءَ خادمُنا
قد جاء ناصرُنا (عباسُنا) البطلُ
لٰكنَّهُ جاءَ ، (لا كفٌّ) لَهُ قُطعتْ
(ولا عُيونٌ) لهُ قد خاطَها الأسلُ
(ولا عمودٌ) لبغيٍ شقَّ مَفْرِقَهُ
ولا حشاهُ ظماً - أُمَّاهُ - تَشتعلُ
أيا سَميَّ أخي لو كنتَ تنظرُهُ
بجانبِ النهرِ يَهوي وهو منجدلُ
فهلْ رأيتَ (لهيفاً) جاءَ ساقيةً
ولم يُروِّي الحشا من قطرِها بللُ
الكَفُّ قدْ قُطِعتْ ، والعين قد عمِيَتْ
دِمَاغَهُ فُضِختْ ، جُثْمَانَهُ نَبَلُ
هناكَ - يا خادمي - أعدايَ بي شَمتتْ
لا غَرْوَ ؛ من بعدِهِ نامتْ لهمْ مُقلُ
نشر :
إضافة تعليق جديد