صيتُ الشذى

الكاتب :
عبدالله البيك
سأرثيكَ لكن بالقداسةِ والطُهرِ
وأنعاكَ سلسالاً ترقرقَ في شعري
توضأ منكَ الفجرُ نورَ بُزوغه
كأن سناكَ الغض يُشرقُ في الفَجرِ
رحلتَ مع الإغسَاقِ شمسَ وداعه
كأن العشَايا يممتكَ مع البدرِ
فصِرتَ الشذى يُستافُ حينَ سُموّه
يكرَّرُ في الأصداءِ من عاطرِ الذكر
أتذكر يا جار الندى أربُعَ الندى؟
أما كُنتَ في الاحدَاقِ تَلمعُ كالدّرِ؟
أتذكر أعواداً رقيت ومنتدىً
تَنوّرُ بالإحسانِ والخيرِ والبرِ
سَقَيْتَ مريديك الهيامَ مدامعاً
فطافَ على روضي وفاضَ على زهري
وكم كُنتَ سَقاءً لظامئ جَدبهم
فكانوا العُطاشى الوالهين إلى النهرِ
وما أنا في ناديِكَ إلاّ متيمٌ
ترنَّمَ بالصوتِ الرخيمِ وبالسِحرِ
وصوتُك إيقاعٌ توغلَ في المَدى
يُموسِقُ بالأشجانِ ترنيمةَ الطُهرِ
ومن عَشِقَ المولى كعشقِكَ مُخلصاً
أتى ببديع الدُرِ يُلفظُ من بَحرِ
تُخِيطُ ستارَ الحُزنِ في كلِّ عَبرّةٍ
تزررها بالطيبِ والمِسْكِ والعِطرِ
وتُتُبِعُها قَولاً بَليغاً وعِبرةً
منمقةً بالشعرِ محبورةَ النثرِ
فكنتُ الصبيَ الغِرّ اَعشَقُ أحرفاً
تطرِّزهّا في الروحِ والقلبِ من صُغري
وحتى انبلاجَ الفكرِ رُحْتَ تضمهُ
لشمسِ هدىً تخشى عليهِ من الغَدرِ
تذكرنا بالوحي، بالنورِ، بالهدى
فنصدرُ عن مَغْنَاك بالوعي والفِكرِ
وتلقى طَليقَ الوَجهِ أنفسَ إخوةٍ
تَصُوغُ لهم أن الوجَاهةَ في البُشرِ
فيالجمالٍ كُنتَهُ ومَلكتَهُ
علوتَ به هامَ السحابِ بِلا فخرِ
وكيف تُزكي؟! والفؤادُ زهَادَةٌ
جُبِلْتَ بها ؛ والفخرُ من سُننِ الفقرِ
أبا فاضلٍ ما للفضائلِ أودعت
بأكمامِها، والتِبر أرقِدَ في قّبرِ !!
لقد ضَمن القبرُ السعادةَ بعدما
نزلتَ به رِبحاً وقَد كان في خُسْرِ
فمن يُسرِجُ الأشجانَ بعد خُفوتها
ويذكي لهيبَ الطفِ بالنّدِّ والجمر؟
فحسبك ذكرُ الدارِ أيقونة الأسَى
لتتبعها الأرزاءُ بالعينِ والصدرِ
مصائب للزهراءِ تتلو فصولَها
فتنعى ، وتنعى ، والبكاءُ إلى الحشر
وحسبُكَ ذكرُ السبطِ في يومِ كربلا
وتلك المآسي المعولاتِ على النّحرِ
ولو كنتَ تتلو للسبايا رزيةً
فوالهفتا تطغى على غُصصِ الدهرِ
رزايا تذيب الصخرَ فالروح تصطلي
بوجدٍ وليس القلبُ في قسوةِ الصخر
فواسفا يا ناعي الطف فالحشا
تجرّع بالآهاتِ من لاعجِ الصَبرِ
مضيت حميداً زاهداً ذا فضيلةٍ
ولاسمكَ ومضٌ في مجامِعنا يسري
حُشرت مع الأطهارِ في جنة ا لعلى
بجنة عدنٍ حيث أنهارُها تّجري
ستبقى كما مرَّ الجديدان كوكباً
سجاياك تتلى بالثناء وبالشكر
نشر :
إضافة تعليق جديد