شذرات من حياة الخطيب

شذرات من حياة الخطيب
الكاتب :
الأستاذ محمد علي - الاحساء

بقلم أحد تلامذته المخلصين..

لن أكتب عن أساتذته وتلامذته ودراسته العلمية في الحوزات في النجف وقم، وإنما أكتب عن منهجه التربوي في توجيه الشباب، والمؤمنين من خلال فتح مجلسه العامر في بيت والده المرحوم الحاج علي في ( باب شمال ) بالقطيف, ويجلس الشيخ الراحل في زاوية مجلس والده الصغير، ويتربع بكل تواضع وأريحية، وبشاشه وجه، وطرافة حديث، ويستقبل يوميا رواد مجلسه من شباب واعد، وكهول، وكبار سن، ويرحب بالجميع بلا أستثناء، ويودع كل ضيف الى خارج باب المجلس بهيبة ووقار العلماء الأخيار, وعندما تدخل في ذلك المجلس الصغير تجد المشائخ الفضلاء من تلامذته، وكذلك الشباب الواعد الذي يطرح عليه مسائل شرعية، وتوجيهات عقائدية، ويجيب عليهم بعمق وتتبع، وتبسيط المسائل، ويفرح كثيرا الشباب بتواضع الشيخ عباس، وقوته في الطرح العلمي، وتتبعه للمسائل العقائدية المطروحة على الساحة الفكرية، وتتبعه لكثير من المصادر، والكتب، والمجلات، ويمتلك ثقافة واسعة واطلاع كبير على أهم المراجع والمصادر للمكتبة الاسلامية على اختلاف التوجهات والأطروحات, وفي هذا المجلس المبارك يقدم الشيخ الراحل للضيوف الكرام القهوة العربية اللذيذة والشاي وأطباق الحلويات والمكسرات خصوصا في المناسبات والأعياد والدينية، ويستقبل الشيخ الزوار طوال ليالي الأسبوع ما عدا ليالي الوفاة والمناسبات الذي يكون مشغول بأحياء المناسبات الدينية في مناطق مختلفة, والعلامة الشيخ المحروس من المشائخ النوادر في المنطقة الذي يهتم بفتح مجلسه لأستقبال المؤمنين، وحل المشاكل الإجتماعية، والإجابة على المسائل الشرعية، التي تحتاج إلى وقت طويل وجهد كبير، وتفرغ تام لخدمة الناس، وكذلك في بعض الليالي من الأسبوع يستقبل الضيوف في مجلسه الكبير بحي الناصرة في وقت متأخر من الليل، وتجد الفضلاء والشباب، والمؤمنين يلتفون حول الشيخ المحروس ويستفيدون كثيرا من توجيهاته، وارشاده، وخدمة الدين الحنيف, والمعروف عن سماحة الشيخ الراحل تنوع أدواره الرسالية من تدريس طلاب الحوزة، والخطابة الحسينية، والتأليف، والتحقيق، والقراءة، وإمامة الجماعة في المسجد، وقبض الحقوق الشرعية، وحل المشاكل الإجتماعية، وزيارة المؤمنين، وأحياء كافة المناسبات الدينية، والتواصل الدائم مع العلماء والفضلاء، وتوجيه الناس، وفتح مجلسه العامر بشكل يومي، وخدمة الحسين ( ع) في أرجاء المعمورة, والخلاصة أن العالم الراحل الشيخ عباس المحروس رحمه الله كتلة من النشاط، والابداع، والتطلع، والنهوض بالمجتمع، وتوجيه الشباب على الخير، وتربية الأجيال الواعدة على الأرتباط بالدين الحنيف.

 مرسل المقال الأستاذ محمد علي من الأحساء

نشر :

إضافة تعليق جديد

 تم إضافة التعليق بنجاح   تحديث
خطأ: برجاء إعادة المحاولة