قـد انـفد الخطبُ مني الصبرَ والجلدا

الكاتب :
الشيخ عبدالله عبدالجليل الماء
قـد انـفد الخطبُ مني الصبرَ والجلدا
لـو كـان حـزني مـدادَ الـبحرِ مـا نفدا
ورب نــفــثــةِ مـــوجــوعٍ تــعـلـلـه
كـنـازعِ الـسـهمِ مــن احـشـاءه كـمدا
لـنـا نـجـومٌ مـتى مـا خـرَ واحـدها
ثــارت غَـبَـارةُ وجــدٍ اعـقـبت رمــدا
هــم الـسـعودُ فــأن غـابت مـطالعهم
عـن افـقنا اسودُ وجه الدهر ِواحتردا
الــعـالـمـون بـــديــنِ الله تــزكــيـةً
الـعـامـلون بــمـا فــي دفـتـيه هُــدى
قــولُ الـنبي وأهـلِ الـبيت شـرعتهم
لـقـد تـحـروا لـمـا فـي أمـرهم رشـدا
قد كانت النجفَ الصغرى القطيفُ بهم
حـتـى أتـتـهم سـهـامُ لـلـردى ومُـدى
ومــا تــزال سـهـامُ الـمـوت مـشرعة
يـالـيتها نـحـونا مــن دونـهـم وفــدا
قـد اعـقب الـحزنُ حـزناً لـم يزل الماً
كــأنـه الـريـحُ مــس الـجـمرَ فأتـقدا
ابــثُ وجــدي شـعـراً حـيـن انـدبهم
حـتى كـأني الـذي بـالأمس قـد فُـقدا
ابــــثُ وجـــدي وادري انـــه قـــدرٌ
حـتى كـأني الـذي بـالأمس قـد لحُدا
غــداةَ قـالـوا بــأن الـشـيخَ مـرتـحلٌ
اضـحت لـه الـخطُ ثكلى تندب العمدا
وكـيف تـسلو مـصاباً فـي الـحشا لهباً
وكـيـف تـجـرعُ فـقـداً قـطـعَ الـكبدا
هـذا ابو فاضلِ المحروس شيخُ هدىً
ابٌ رحــيــمٌ حـلـيـمٌ نـعـٌمـهُ ســنـدا
وقــد تـعـجل عــن قـومٍ بـه فـُجعوا
يـالـيـته طـــابَ مـــن عـلاتـه امــدا
لــقـد تــرجـلَ ركـــنٌ لـلـهـدى جـبـلٌ
مـــن الـــولاءِ يــردُ الـشـكَ والـفـندا
خـمـسون عـامـاُ عـلـى أعــود مـنبره
يـحـمي عـريـنَ الــولا ان مـارد مـردا
خـمسون عـاماً كـشمسٍ لاحَ فـي أفقٍ
لــم يـبـتغي دونَ ديــنِ اللهِ مـلتحدا
خـمسون عـاماً ومـا شـاخت لـه هممٌ
لـلـعلم بــابٌ ومــا مـصـراعه وُصــدا
ولـلـخـطـابـة ربٌ فـــــارسٌ عـــلــمٌ
يـبكي ويُـبكي عـلى الـزهراءِ والشهدا
وذاكــر ٌ مــا جــرى فـي يـومِ فـاطمةٍ
والـدمـعُ مـنـسجمٌ مـن وجـنتيه بـدا
يــروي ظـلامـتها مــا كــان افـضعها
فـالـعبدُ روعـهـا قــد أوسـمَ الـعضدا
حــرقـتُ دارك لا ابـقـي عـلـيك بـهـا
ان لــم تـبـايع رواهــا شـاعـرٌ شـهـدا
وذاكـرُ مـا جـرى فـي الطف من محنٍ
عـلى الـحسين قـضى ضـمآن مـنفردا
سِـيـقت نـسـاءٌ لــه مــن بـعد مـقتله
عـلى الـعجافِ تـعاني الـسبي والكمدا
مُـسـتنهضاً قائماً للآل مستتراً
متى سـيـطـلبُ مـــن اعــداءه الـقـوَدا
سـيظهرُ الـدينَ مـلىء الارض قـاطبة
والـظـالمون بـهـا قــد مُـزقـوا قــددا
سـيملىء الارضَ عـدلاً فـي حـكومته
ويـمـنـحُ الـمـؤمنين الـعـزَ والـصَـَيدا
فـأسـألُ اللهَ لـلـشيخِ الـجـليلِ رضــا
كـفـلين مــن رحـمةٍ فـي جـنة خـلُدا
جــزاه ربــي عــن الال الـكـرام حـبـاً
مـشـفـعاً شـافـعـا يـكـسوه خـيـر ردا
نشر :
إضافة تعليق جديد