بقاء العلماء وكثرتهم رحمةٌ، وذهابهم وقِلّتهم عذابٌ

بقاء العلماء وكثرتهم رحمةٌ، وذهابهم وقِلّتهم عذابٌ
الكاتب :
حسن الثنيان أبوعلي

1-   🏴 بقاء العلماء وكثرتهم رحمةٌ، وذهابهم وقِلّتهم عذابٌ

 

▪️ إن من أعظم المصائب وأكبرها –والتي تحل بأمة الإسلام وتذوق مرارتها– فَقْدُ العلماء؛ الذين قال الله فيهم: (إِنَّمَا يَخْشَى الله مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ)

الذين زهدوا في الدنيا ورغبوا فيما عند الله ، وجاهدوا في هذه الحياة الدنيا بأنفسهم وأموالهم، وبذلوا أوقاتهم للدفاع عن الإسلام وأهله وبيان الحق بالحكمة والدليل ، وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر،،،

ولم تأخذهم في الله لومة لائم، ولم ينظروا إلى ما في يد الخلق

 

 بل كانت نظرتهم أعلى من ذلك وأولى، أرجى إلى رفع الجهل عن أنفسهم وعن الناس،

 رجاء الثواب العظيم والأجر الكريم من الله، والطمع في دخول الجنة والنجاة من النار، والنظر إلى وجه الله العزيز الغفار.

 

▪️ نعم ،، القطيفُ اليوم تُصاب بفَقْدِ عالمٍ من علمائها ، ومدافعٍ صلبٍ من المدافعين عن العقيدة الصافية،، الصحيحة،، النقية،، الحقة .

 

نعم شيخنا المفضال كان ممن طلبوا العلم لله، وعلَّمُوه في أنفسهم، وعملوا به، وعلموا الناس وأرشدوهم،

ولقد فُجِعَتْ القطيفُ وأهلها مغرب يوم الأحد ٢٣ ربيع الآخر ١٤٤٣ هجري ، فُجِعَتْ بفقد العالم المربي العلاّمة الشيخ عباس المحروس رحمه الله ، السائر على سيرة من سبقه من السلف الكرام الأثبات رحمهم الله برحمته ،

وكان من العلماء والخطباء وخدام المنبر الحسيني الذين يعز على القطيفِ فقدهم الشيخ عباس المحروس رحمه الله،

 

ذلكم العالم الجليل قام بوظيفته الشرعية من الإرشاد والتبليغ والدافع عن العقائد الحقة دفاعًا يُرْجَى له به الخير الجزيل والدرجات العالية عند النبي وآله الكرام لا سيما الصديقة الشهيدة ارواحنا لها الفداء

 

▪️ وكان رحمه الله من أهل التواضع والرفق وحبّ المؤمنين، وخدمة طلاب العلم،

 

ولقد تبوَّأ في القلوب منزلة عظيمة وقدرًا كبيرًا خصوصاً بين رواد منبره ومسجده وجلساته العلمية ،

وما أن علم اهل الولاء بموته إلا ذُهِلُوا من هول المصيبة وخطب الفجيعة.

 

▪️ لقد فقدت القطيف بفقده عالمًا جليلاً وخطيباً كبيرًا،

 

وإن مثل هذا الشيخ الجليل لتبكي لفقده الأرض والسماء ، كما تبكي لفقده القلوب المؤمنة والموالية لمحمد وآله،

 

 كيف لا يبكي لفقد العلماء العاملين وهم الذين تحيا بعلمهم ووخطاباتهم وإرشاداتهم القلوب،،

 

كيف لا وهم نور في الأرض تستنير بهم الأمة في سلوك طريق الهداية والصلاح، والفوز والفلاح.

 

▪️ إن موت مثل الشيخ عباس رحمه الله وفي هذا الزمان العصيب زمن الفتن والمِحَن وقلة العلم والعلماء، وكثرة الجهل والجهال ،

 

في هذا الزمن الذي كشَّر فيه أعداء الدين من الداخل والخارج عن أنياب الحقد والبغض، والمكر والكيد،

 وانتشرت فتن الشهوات وفتن الشبهات، التي لا يصدُّ سيلَها الجارف إلا علمٌ نافعٌ صحيح متجرد، وعمل صالح متجدِّد،

 

وإن ذهاب العلماء العاملين واحدًا بعد آخر، وقلتهم في الأمة علامة على هلاك الناس؛ لأنهم يفقدون بموتهم وقلتهم مادة حياتهم الطيبة.

 

▪️ نعم ،، بقاء العلماء وكثرتهم رحمة، وذهابهم وقِلّتهم عذاب، بقاؤهم وكثرتهم نعمة، وذهابهم وقِلتهم نقمة،

 

بل إن مِن أعظم الرزايا التي تُرْزَأ بها الأمة ذهابَ العلماء العاملين واحدًا بعد الآخر، وفي زمن متقارب، ولا يخلفهم في علمهم أحدٌ، ولا يجد الناس علماء عاملين،

فيبرز حينئذ أهل الجهالة والضلالة، ومَن يدَّعِي العلم وليس بعالم بل العلم في وادٍ وهو في وادٍ آخر، فيُبْتَلَى الناسُ به بلاءً عظيمًا.

ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

 

▪️ ولهذا كان من الواجب علينا أن نعرف قَدْر العلماء العاملين الأتقياء، وأن نحترمهم ونُجِلّهم، ونسعى في مؤازرتهم والوقوف معهم في سرائهم وضرائهم، في عُسرهم ويسرهم.

 

▪️ وإنَّ مِن العيب والسَّفَه أن لا يكون لعلمائنا ذِكْرٌ في نفوسنا وفي كتاباتنا، وإنه من العار أن ننساهم، وننسى ما قاموا به من دعوة إلى دينه الحق ،

 وأن نلتفت إلى من تكون مصيبة الأمة في بقائهم، من أهل البدع والخرافات والإنحراف وأهل الفكر الدخيل وأهل الضلال ، من أهل المعاصي والفجور الذين أبرزوا فجورهم ومعاصيهم، ولم يستتروا بستر الله عزوجل

فإنا لله وانا اليه راجعون

 

▪️ فالذي يجدر بنا ويليق بنا، أن نقبل على علمائنا الذين لا يريدون بعلمهم إلا الله والدار الآخرة، ونَستقي من علمهم، ونضع  أيدينا في أيديهم، وإزالة كل خلاف يحصل في المجتمع، ونَبْذ ما يُسَبِّب الفُرْقَة والخلاف ونعادي كل مَن يريد تفريق كلمة المجتمع الإيماني وأهل الولاء وتمزيق وحدتهم وتدمير كيانهم.

 

▪️  نسأل الله سبحانه وتعالى أن يرحم فقيد العلم والتقى برحمته ويسكنه فسيح جناته مع محمد وآله وأن يعوضنا خير العوض وإنا لله وإنا اليه راجعون

 

🏴 المثكول بفقده

من جوار النبي الأعظم محمد وآله

نشر :

إضافة تعليق جديد

 تم إضافة التعليق بنجاح   تحديث
خطأ: برجاء إعادة المحاولة