إن بضاعتنا متواضعة ونسأل الله القبول والسداد

1- رحم الله سماحة الشيخ عباس المحروس برحمته الواسعة.
الصورة المرفقة جمعتني به في مدينة
مشهد عام 2014م وكان وقتها يصغي جيدًا لحديثي معه.
بدأت بسرد ذكرياتي مع مجالسه ومحاضراته
التي كان يلقيها في مسجد الشيخ أمان بالشويكة وكنت أستفيد من مواضيعه فائدة كبيرة
وأنا في مقتبل العمر أثناء تشكل الهوية الدينية لديّ وسط التجاذبات الفئوية
والحزبية التي شهدتها المنطقة في منتصف الثمانينيات الميلادية.
كنت أعي جيدًا أن الفكرة الجميلة يمكن
أن نتلقفها من منابر متعددة بعيدًا عمّا يدور في التكايا والزوايا التي تجتهد لدق
اسفين الخلافات التي تلطخ الجميع بعغونتها.
بعيدًا عن هذه الأجواء الملوثة، كنت
حريصًا على الاستفادة من مواضيعه القيمة، وأتذكر أنه ألقى محاضرة رائعة وفي
نهايتها قال: أعتذر منكم فلم أحضّر لهذه المحاضرة وإنما ألقيتها ارتجالُا وكان من
ضمن الحضور في المجلس صديقنا الكاتب والمعلم حسين آل بزبوز، فقال معلقًا: لا داعي
لهذا التعليق، فالمحاضرة جميلة ولن يلتفت الحضور إذا كان الشيخ قد حضّر للموضوع
مسبقًا أم لا.
لكنها، كانت لفتة تربوية تكشف عن
اهتمام الشيخ وتقديره لمن يجلس تحت أعواد منبره.
لعلي ذكرت بعض هذه الذكريات مع الشيخ
وقتها، وأتذكر أنه كان يقول: إن بضاعتنا متواضعة ونسأل الله القبول والسداد.
امتد الحديث مع سماحته بشكل جميل
ولأننا في دكان يجمع بين بيع الكتب والأواني المنزلية، فقد كان الحديث عن الكتب
شائقًا وجميلًا في محضره.
للأسف، مشاغلنا لم تسعفنا لأن نتواصل
مع سماحته، وفي مرضه كنا نسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يمن عليه بالشفاء العاجل.
لكنها المشيئة الإلهية ولكل أجل كتاب.
رحمك الله شيخنا الجليل.
إضافة تعليق جديد