الصفة الجليلة

بدأت صفحة معرفتي بمقام العلم الفاضل
الاستاذ الشيخ عباس المحروس في مسجد الشيخ فرج العمران طاب ثراه في عمري الذي لم
يتجاوز الثانية عشر. فطالما يكتنفني باخلاقه ويجذبني الى ساحة القداسة والقرب من
الحسين.
لقد رأيته شابا يلبس العباءة وتعرفت
عليه بسؤالي عن شخصيته فأجابني بتشرفه للخطابة الحسينية وهو لم يزل في غير مسلك
طلب العلم الى ان وفقت للاجتماع به في قم المقدسة عام ١٤٠١ لنسلك طلب العلم الحوزوي عند كريمة اهل البيت.
وزاد الارتباط معه في ضيافته وفتحه باب
بيت ليحل معه بالسكن اخيه وصديقه سماحة الشيخ حسن اليحيى التوبي ولمدة سنة تقريبا.
ومن جميل الذكريات الخاصة معه في اول
ارتباطه بالزواج حيث قصدنا زيارة الامام الرضا مع حرمه المصونه كأني ابنه او اخاه
الصغير فمررنا بزيا ة السيد عبد العظيم الحسيني الى وصلنا عند انيس النفوس وفي
ارتحالنا كان يدرسني تكملة الفية ابن الناظم فكان نبراسا لطلب العلم الجاد
والمثابرة على التحصيل العلمي.
ولا انسى ان اشير ما اعطاه سبحانه
وتعالى من هبة مظهر العطف والحنان للاخرين لصغير والكبير و بدون اي تكلف كأنه خلق
بهذه الروح النيرة والتي تشد كل يلتقي مع للارتباط به ويبقى في ذاكرته وان افترق
عنه مدة طويلة حتى اصبح بعدها بتوفيقه تعالى
ان نهل من ينبوع علم ال محمد فأصبح عالما وخطيبا بارعا.
صفة جليلة ومااجملها وهي انه اذا رأيته بعد مرور
ايام عديدة فلايتبرم ولايتجاهل معرفتك السابقة بل يغمرك بحبه وسؤاله عنك وعن احبتك
ويكأنه متصلا بشريانك وبمتعلقيك وهذا دليل واضح على عمق ايمانه واصالة شريف عنصره
مقتديا بسادته الاطهار محمد واله الكرام.
وعندك نحتسبه يارب العالمين.
الاقل بشير
في صبيحة ٢٤ ربيع الاخر ١٤٤٣
إضافة تعليق جديد